مارس 14, 2025
نادي دبي للصحافة ينظم جلسة رمضانية بمشاركة نخبة من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي
ظّم نادي دبي للصحافة يوم أمس (الخميس) جلسة نقاشية على مائدة سحور ضمن مجلس المؤثرين الرمضاني التابع له، استضاف خلالها نخبة من أبرز المؤثرين وصُنّاع المحتوى الذين يحظون بشهرة عربية ودولية واسعة، وشارك فيها رواد شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية المهتمين بالقضايا الاجتماعية وتنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي.
اللقاء الرمضاني جاء مستلهماً للقيم السامية التي حملها إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات، ويأتي في سياق فعاليات مجلس المؤثرين الرمضاني الذي يناقش العديد من القضايا الإعلامية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها من الموضوعات والمجالات التي تحظى باهتمام الملايين في المنطقة العربية.
قيم اجتماعية مشتركة
وفي مستهل الجلسة النقاشية، التي أدراها الإعلامي يوسف صالح والإعلامية اسمهان النقبي، رحّبت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، بالمشاركين في اللقاء، مشيرة إلى أن هذا النقاش يعد فرصة للاقتراب من رؤى القيادة الرشيدة بأهمية تعزيز التلاحم بين أفراد المجتمع، وترسيخ القيم الإماراتية، وضمان بيئة تتيح للجميع الإسهام في تحقيق التقدم.
وأكدت الملا حرص النادي على تنظيم لقاءات تنطلق من قناعته بأهمية الجلسات المعرفية وإطلاق المبادرات التي تعود بالنفع على قطاع الإعلام عموماً، وعلى صُنّاع المحتوى بصفة خاصة، انطلاقاً من مكانة دبي الرائدة كمركز عالمي للإعلام وصُناعة المحتوى العربي.
وأوضحت الملا أن "مجلس المؤثرين الرمضاني" يعتبر أحد أهم الأنشطة التي ينظمها النادي سنوياً خلال شهر رمضان المبارك، ويستضيف شخصيات عربية هي الأكثر تأثيراً وخبرة في مجال التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات الحيوية التي تشكل في مجملها مواضيع تهم شرائح واسعة من المجتمع الإماراتي والعربي.
وقالت الملا: "من أهم الأدوار التي يقوم بها المؤثرون في عالمنا الآن؛ هو المساهمة في بناء المجتمعات من خلال إنشاء منصات للنقاش، وخلق مساحات للحوار حول القضايا الاجتماعية، مما يعزز من تواصل الأفراد والمجتمعات، ويعمق الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والمؤسسات، كما يظهر دورهم بوضوح في دعم المبادرات المحلية والترويج لها، والمساهمة في تطوير المجتمعات، وتقديم نماذج يحتذى بها تعزز التأثير الإيجابي، مما يشجع المتابعين على اتباع سلوكيات مماثلة.
مسؤولية مشتركة
وخلال اللقاء، أكد مؤثرون مشاركون من جنسيات مختلفة أنهم يعتبرون دولة الإمارات وطناً لهم، وأن الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم، هي واجب أخلاقي ووطني لا يتأخروا في الاضطلاع به، انطلاقاً من إيمانهم بأهمية التوظيف الأمثل للتأثير الإيجابي الذي يتمتعون به على شبكات التواصل الاجتماعي.
كما أشار المشاركون في النقاش إلى أن "عام المجتمع"، يعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، يرتكز على قيمه الأصيلة وروابطه العائلية والمجتمعية. وهذا الإعلان يُعد دعوة وطنية لتعزيز المسؤولية المشتركة لجميع فئات المجتمع الذين يتمتعون بالتأثير الايجابي، لتمكين الأفراد من إطلاق إمكاناتهم، وتحقيق التلاحم المجتمعي الذي يشكل أساس التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قالب واحد للمؤثرين!
ولفت المشاركون خلال اللقاء الرمضاني، إلى أنه من الخطأ وضع كل المؤثرين في قالب واحد، لأن الأغلبية منهم يقدمون محتوى إيجابي ومفيد، فيما يوجد قلة منهم يسعون فقط وراء الشهرة، خاصة ممن يقدمون معلومات على غير حقيقتها. مؤكدين أنه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؛ اصبح للمؤثرين دور مهم في تشكيل قيم المجتمع وتوجيهه أفراده نحو الاهتمام بالقضايا المجتمعية، والمسؤولية المشتركة، داعين المؤثرين وصُناع المحتوى الجدد، إلى التحقق من المعلومات قبل نشرها.
المؤثر الإيجابي
كما أثار المشاركون خلال الجلسة مسألة المقارنة ما بين المؤثرين وتعميم صورة المؤثر الذي يبحث فقط عن "الترند" وتحقيق الانتشار، حيث رأى المشاركون في النقاش أن القسم الأكبر من صناع المحتوى في المنطقة العربية يركزون على المحتوى الهادف سواء كان المحتوى العلمي أو الفني أو الثقافي أو الاجتماعي الذي يقدم قيمة معرفية.
وأضاف المشاركون في النقاش أن صناعة المحتوى العربي يحتاج إلى عملية تسريع ووضع معايير عمل ومؤشرات قياس واضحة لتعريف المحتوى الإيجابي والمحتوى السلبي، إذ أن مثل هذا التعريف سيسهم في صناعة محتوى عربي ايجابي وجذاب، مؤكدين أن الفرق بين التأثير الإيجابي والتأثير السلبي في المجتمع يعتمد في الوقت الحالي على مدى وعي صانع المحتوى بمسؤوليته.
رسائل مؤثرة
وتأكيداً على دورهم الإيجابي وتأثيرهم في مختلف القضايا، أكد المشاركون حرصهم المستمر على توظيف شهرتهم ومنصاتهم لزيادة الوعي حول قضايا الإنسانية والمجتمعية المهمة، وكذلك القضايا الأخرى ذات الأولوية في دولة الإمارات مثل التغير المناخي، والتوازن بين الجنسين، والتسامح والعيش المشترك.. وغيرها من القضايا.
صورة المؤثر العربي
كما تطرق صناع المحتوى المشاركون في المجلس الرمضاني إلى مجموعة من النقاط المتعلقة باستراتيجيات صناعة المحتوى وكيفية توظيفه بشكل إيجابي، من حيث التفاعل مع المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، وسبل تطوير جيل مبدع ومؤثر من الأفراد المؤهلين والقادرين على قيادة صناعة المحتوى الإعلامي في المنطقة، لافتين إلى أن تحميل رواد منصات التواصل الاجتماعي أو بعض المؤثرين تداعيات التحولات الاجتماعية والثقافية والفنية أو غيرها في المنطقة أمر مبالغ فيه وينطوي على تحامل كبير ومجحف بحقهم.
إضافة معرفية
بدورها وجهت سلمى المنصوري، تنفيذي أول الاتصال الإعلامي، الشكر لجميع المشاركين ولما قدموه من أفكار ملهمة حول أهمية دور المؤثرين ورواد منصات التواصل الاجتماعي في دعم المسائل الاجتماعية، مشيرة إلى أن المجلس الرمضاني لنادي دبي للصحافة يشكل إضافة فكرية ومعرفية من خلال النقاشات التي ينظمها بشكل دوري، ومؤكدة حرص النادي على إثراء الأفكار المواكبة لتطلعات المجتمع نحو المستقبل عبر حوار يشارك فيه شخصيات مؤثرة ونخبة من الإعلاميين والمبدعين .
أفكار ومبادرات
وفي ختام الجلسة اقترح صناع المحتوى العديد من الأفكار والمبادرات الداعمة لعام المجتمع، كما اتفق المشاركون على العديد من النقاط المشتركة وفي مقدمتها: أن صانع المحتوى يمر بتحدي كبير من حيث صناعة محتوى ممتع وفي نفس الوقت يكون له رسالة؟!، وأن المحتوى الهادف ممكن أن يكون جذاب بنفس قوة المحتوى الترفيهي أو الدمج بين الاثنين بطريقة إبداعية.
كما اتفق الحضور على أن صانع المحتوى ليس مجرد شخص ينشر فيديوهات، بل هو جزء من نسيج المجتمع، يؤثر ويتأثر، وله دور في بناء الوعي المجتمعي، ويمكنه أن يكون جزءاً من الحل وليس مجرد ناقل للمشكلة، ويبقى من المهم أن يكون الأثر الذي يتركه صانع المحتوى مستداماً ويخدم الأجيال القادمة.
يُذكر أن نادي دبي للصحافة وفي إطار رسالته الرامية إلى دعم مسيرة الإعلام العربي، يعمل على تنفيذ أجندة سنوية حافلة بالفعاليات واللقاءات الفكرية التي يستضيف من خلالها نخب أهل الخبرة والمختصين لمناقشة جملة من الموضوعات التي تلامس حياة الناس، لاسيما المتعلق منها بقطاع الإعلام ومدى تأثيره في المجتمع وتأثره به، من أجل الوصول إلى أفضل أشكال الإعلام النافع والمحتوى البنّاء الذي يلبي احتياجات المتلقي ويمده برسالة مفيدة بلغة عصرية وطرح موضوعي في إطار من مراعاة القواعد والأخلاقيات المهنية الرفيعة.