نوفمبر 22, 2022

"دبي بودفست 2022" يقدم قراءة جديدة للمحتوى الصوتي

برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، انطلقت أعمال الدورة الثانية من "دبي بودفست" الملتقى الأكبر من نوعه لصناع المحتوى الصوتي على مستوى العالم العربي، والذي ينظمه نادي دبي للصحافة، بمشاركة نخبة من أبرز مطوري ومقدمي برامج "البودكاست" في المنطقة لمناقشة آفاق ومتطلبات تنمية هذا القطاع الجديد ضمن بيئة الإعلام الرقمي.
وفي هذه المناسبة، أكدت سعادة منى غانم المرّي، نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة أن دبي منحت قطاع الإعلام اهتماماً كبيراً تجسَّد قبل عقدين من الزمان من خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإرساء بنية تحتية قوية وضعتها دبي في خدمة المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، لتتحول مع انضمام كبرى المؤسسات الإعلامية في المنطقة والعالم إلى مركز إعلامي رئيسي في المنطقة.
وقالت سعادتها: "دبي هي مدينة المستقبل.. وريادتها الإعلامية والتقنية على مدار سنوات طويلة ترسّخ جدارتها بقيادة جهود صنع إعلام المستقبل في بيئة تقنية سريعة التطور.. واستضافة دبي لحوار يجمع القائمين على أحدث أشكال الإعلام الرقمي وأكثرها تطوراً.. تفتح المجال لرصد الممكنات اللازمة للنهوض بالمحتوى المقدم ضمن هذا القطاع".
وأضافت: "نعتز بشبكة العلاقات الواسعة التي تجمع نادي دبي للصحافة بأهم وأبرز صناع المحتوى في العالم العربي، ونحن حريصون على توثيق تلك الروابط والارتقاء بها لتقديم إضافات نوعية لتعزيز مسيرة العمل الإعلامي العربي، تكاملاً مع المبادرات العديدة التي أطلقها النادي على مدار أكثر من 20 عاماً .. فالإعلام العربي يقف على أعتاب مرحلة جديدة.. ودبي حريصة أن يكون لها دور رئيسي في تشكيل ملامحها".
وأوضحت رئيسة نادي دبي للصحافة قائلة: "سنعمل عن قرب مع أبرز القائمين على قطاع التدوين الصوتي وصناعة البودكاست في المنطقة والعالم، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، من أجل اكتشاف المواهب المبدعة في هذا المجال، ودعم تطورها وإمدادها بالخبرات اللازمة للتميز وتقديم محتوى صوتي عربي رفيع المستوى، من خلال برامج ومبادرات سيتم تنظيمها خلال المرحلة المقبلة، لتنمية رصيد المنطقة من صناع المحتوى المبدعين لتأكيد فرص نموه واستدامته".

إسهام إيجابي
وكانت أعمال الدورة الثانية لملتقى "دبي بودفست" قد بدأت بكلمة ألقتها الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، رحبت خلالها بالحضور ، مؤكدة أن هذا اللقاء يأتي لمواصلة حوارٍ يدعم هدفاً جمع كافة مشاريع ومبادرات "نادي دبي للصحافة" وهو تأكيد الإسهام الإيجابي لدبي ودولة الإمارات في دفع مسيرة التطوير الإعلامي في المنطقة، مستلهمين رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحرص سموه على امتلاك الإعلام العربي للأدوات والمهارات التي تمكنه من تقديم محتوى متطور يخدم المجتمع ويدعم خطاه نحو المستقبل.
وكشفت مديرة نادي دبي للصحافة عن إطلاق جائزة جديدة لتشجيع صناعة التدوين الصوتي في العالم العربي وقالت: "من دبي مدينة المستقبل.. قِبلة الإعلام العربي.. والوجهة الأولى لصنّاع المحتوى في المنطقة... يسرني أن أعلن، بتوجيهات سمو رئيس مجلس دبي للإعلام، عن إطلاق فئة جديدة ضمن جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب وهي جائزة أفضل مدونة صوتية على مستوى العالم العربي، من ناحية الانتشار والتأثير وأسلوب الطرح.. لتكون محفزاً جديداً على الإبداع والتميز في هذا المجال. "
وأكدت بوحميد على أهمية هذا اللقاء الذي يجمع أبرز صناع المحتوى الصوتي وصناع البودكاست في العالم العربي، من أجل رسم صورة واضحة لحال التدوين الصوتي في عالمنا العربي وتحديد متطلبات تطويره ورصد مقومات تميزه، وضمانات استمراريته، تأكيدا على أثر "دبي بودفست" كنقطة انطلاق جديدة لقطاع إعلامي واعد تشير التقديرات إلى أن عدد مستمعيه حول العالم من المنتظر أن يصل إلى أكثر من نصف مليار مستمع بحلول العام 2024 مقارنة بحوالي 275 مليون في العام 2019.

ركائز النجاح
وخلال افتتاح "دبي بودفست 2022" القى دانيال كارلسون، نائب الرئيس لتطوير الأسواق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والاستراتيجية العالمية، في شركة "ترايتون العالمية"، كلمة رئيسية أكد خلالها أن صناعة البودكاست تشهد تطوراً كبيراً ومتسارعاً في العالم العربي، في ضوء التزايد المستمر في أعداد قنوات البودكاست سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، خاصة في منطقة الخليج.
وقال كارلسون إن استهلاك "البودكاست" نما بشكل كبير في المنطقة والعالم على وجه العموم، خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث كانت جائحة كوفيد-19 أحد أهم الأسباب وراء هذه الطفرة الكبيرة في أعداد المتابعين، بما أحدثته من تغيير في أنماط الاستهلاك الإعلامي بصورة عامة، مشيرا إلى أن صناعة المحتوى الصوتي ينتظرها مستقبل واعد في ضوء الأرقام والإحصاءات الحالية، لهذه الصناعة على مستوى المنطقة العربية، مستشهداً بدراسة أعدتها شركة "نكست برودكاست ميديا" والتي أظهرت نمواً كبيراً في حجم سوق الإعلانات على البودكاست خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي حديثه، قدّم كارلسون، من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال وأعمال شركة "ترايتون" المتخصصة في مجال تقييم منصات البودكاست حول العالم، مجموعة من النصائح المهمة لصناع المحتوى الصوتي وفي مقدمتها التركيز على المحتوى الجيد والذي يُعد من أهم مقومات استمرارية البودكاست الناجح، توازياً مع الاهتمام في وقت مبكر بالتخطيط لإطلاق البودكاست في النموذج المالي الذي يضمن الربحية والتي بدورها تكفل الاستمرارية للبودكاست.
كما أكد دانيال كارلسون على أهمية عنصر "الترويج" للبودكاست، لضمان الانتشار وزيادة أعداد المتابعين، مشيراً في هذا الخصوص إلى أهمية تكاتف جهود المدونات الصوتية الناشئة في المراحل الأولى من انطلاقها، وعدم النظر إلى المدونات الصوتية الأخرى على أنها "منافسة"، في حين اعتبر أن المنافسة تكون مع المنصات الأخرى وليست مع مدونات صوتية أخرى، حيث يمكن أن يسهم التعاون بين المدونات الصوتية في الترويج المشترك لتلك المدونات.
كذلك، أشار المتحدث إلى أهمية التعاون مع الشركات والمؤسسات العاملة في مجال تقييم وتصنيف البودكاست والمدونات الصوتية، حيث يسهم الحصول على تقييم معترف به في زيادة أسهم البودكاست بين جمهور متابعيه، كذلك يعزز من ثقة المُعلنين ويشجعهم على زيادة مستوى التعاون مع هذه المدونة الصوتية أو تلك.
يُذكر أن نقاشات "دبي بودفست" هذا العام تناولت مستقبل "البودكاست" في العالم العربي، ومتطلبات تحويل المحتوى الصوتي إلى منتج احترافي، وتعزيز معدلات نمو سوق هذه الخدمة الإعلامية التي تشهد معدلات نمو عالمية كبيرة، فضلاً عن دور المؤسسات والمنصات الإعلامية في دعم هذا التوجه الذي تقوده دبي باعتبارها مدينة المستقبل ومركزاً محورياً للإعلام في المنطقة ونقطة انطلاق أنشطته المتطورة، كذلك مكانتها كإحدى أهم أسواق البودكاست وإنتاج المحتوى الصوتي على مستوى العالم العربي.

For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode