مارس 27, 2019

إطلالة "روبوتية" للإعلامي مصطفى الآغا في منتدى الإعلام العربي

في لفتة طريفة أدهشت جمهور الحدث للفت النظر لإعلامي المستقبل

إطلالة "روبوتية" للإعلامي مصطفى الآغا في منتدى الإعلام العربي

مصطفى الأغا: "الروبوت بحاجة لعنصر بشري يلقنه ويبرمجه ويتحكم به"

الروبوتات قد تستبدل البشر على الشاشات لكن الإنسان يبقى الأساس

توقعات بخسارة البشر لـ 1.5 مليون وظيفة قريباً لصالح الروبوتات

أكثر من مليار مشاهدة لبرنامج "المذيعة الروبوت" جيانغ ليلاي في الصين

 

تفاجأ الحضور خلال إحدى جلسات اليوم الأول للدورة الثامنة عشرة لمنتدى الإعلام العربي بروبوت يعتلي المنصة بدلاً من الإعلامي مصطفى الآغا، مدير البرامج الرياضية في محطة "إم بي سي" ومقدم برنامج صدى الملاعب، الذي خصصت له في الجلسة التي حملت عنوان "إعلامي المستقبل".

وفيما ترقب الجمهور صعود الآغا شخصياً إلى المنصة، إلا أنهم تفاجئوا بصوته يصدر عن الروبوت الذي تحدث إليهم وكأنه هو، موضحاً أن "نسخته الروبوتية" تتفوق عليه شخصياً لأنها لا تتعب ولا تغضب ويمكنها العمل دون توقف، وكما لا تتقدم بالعمر وليست بحاجة لأزياء أو أي مستلزمات، إذ أن الروبوت لا يحتاج إلا للصيانة والتحدثيات.

ولكن الآغا أشار إلى أن الحقيقة الأهم تكمن في حاجة الروبوت لعنصر بشري يلقنه ويبرمجه فهو على غرار كل شيء في هذه الحياة، لا يخلو من عيوب، إذ لا يستطيع الروبوت العمل دون شبكة انترنت أو كهرباء، وهو بحاجة للارتباط السلكي بشبكة الانترنت نظراً لضخامة حجم البيانات الواردة إليه والتي قد لا يمكن بثها من خلال شبكة انترنت لاسلكية، وقال إنه يعمل وفق تقنية "آر تي سي" التي تحتاج للاتصال بالشبكة العنكبوتية على غرار السيارات ذاتية القيادة، لذا كلما كانت الانترنت أكثر سرعة كان الروبوت أكثر قدرة على التفاعل والإبهار.

وقال الآغا إن الروبوت المشارك في الجلسة يمكنه رؤية الحضور، مشيراً إلى أنه أول روبوت غير مبرمج أي لم يتلقينه الإجابات.

ورداً على سؤال يخطر ببال الكثيرين حول آلية إجابة الروبوت على الأسئلة، قال الآغا أن التقنية الحديثة والبرمجيات تلعب دوراً هاماً في هذا الجانب، فعلى غرار نظام "سيري" في أجهزة آبل، تستطيع العديد من الروبوتات الإجابة عن الأسئلة، مشيراً إلى أن الروبوتات الناطقة مفيدة جداً في البرامج الثقافية والتعليمية والترفيهية، ويمكنها العمل في المطارات والمكتبات وغيرها.

ونوّه "الروبوت" أمام الحضور بزملائه الإعلاميين من الروبوتات، ومنهم المذيعة الصينية "جيانغ ليلاي" التي تقدم برنامج منوعات بالتعاون مع زميل من البشر، وكانت الإطلالة التلفزيونية الأولى لها في 6 يناير2019، وأصبح برنامجها من الأكثر مشاهدة على قناة " تشجيانغ" إذ سجل أكثر من مليار مشاهدة.

وأشار الآغا إلى أن الروبوتات ترتبط بتقنيات الجيل الخامس "5G"، مشيداً بدور شركة "اتصالات" في هذا القطاع التي ساهمت في جلب الروبوت المشارك في الجلسة من بريطانيا، لافتاً إلى ارتباط تلك التقنية الجديدة أيضاً بالذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وبصمة الوجه والعين والتطبيقات الذكية على أجهزة الهاتف المتحرك.

واستعرض الروبوت خلال الجلسة العواطف التي يمكنه إظهارها من خلال تعابير الوجه والأعين والأضواء وحركات الأيدي، بما يشمل الغضب والحزن وحتى تعابير الحب من خلال احمرار وجنات وجهه باللون الأحمر وظهور رسم للقلب في شاشات عيونه في دلالة على عاطفة الحب.

وأوضح الآغا أن الروبوتات الناطقة ليس مجرد ببغاوات تردد ما تتلقمه فحسب، بل هي روبوتات ذكية قادرة على التصرف والتفكير بالاعتماد على ذاكرة كبيرة وبرمجيات مذهلة ويمكن لها القيام بجميع مهام المذيع البشري.

وأشار إلى أن الروبوتات يمكن أن تحل مكان البشر على الشاشات، وحذر المذيعين والإعلاميين ضمن الحضور من هذه الحقيقة، مؤكداً في الوقت ذاته أن العنصر البشري سيبقى الأساس باعتباره مخترع هذه التقنية وهو من يبرمجها ويتحكم بها ويستثمرها ويقرر حجم انتشارها.

وفي ظل أفلام هوليود التي تتناول تمرد الآلات على البشر وسيطرة الروبوتات على العالم، قال الروبوت "أنا مجرد آلة" اخترعني الإنسان وهو من يبرمجني وهو من يقرر ما أفعل، ورداً على سؤال "هل سيحل الروبوت مكان الإنسان ويأخذ وظيفته؟"، أجاب الآغا أن الروبوتات دخلت فعلاً إلى العديد من الصناعات وقلصت حجم العمالة البشرية، لكن الإنسان بقي المشرف على الآلات الذكية بصفته المبرمج والمتحكم بها وهو من يصلح أي خلل، ويمكن لصانع الروبوت، ألا وهو الإنسان، الآليات الأمثل لتوظيف الروبوت في خدمة البشرية.

وأشار الآغا إلى أن أستونيا، التي يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، أعلنت منذ بضعة أيام عن أول "قاض" روبوت في التاريخ سيحكم في قضايا لا تتجاوز قيمة الغرامات فيها 8 آلاف يورو، وقد تمت برمجته ببيانات قانونية وأحكام قضائية سابقة ويمكن استئناف أحكامه إلى قاض بشري، ومن جانب آخر، نشرت صحيفة الـ "صن" البريطانية دراسة حديثة أشارت إلى أن 1.5 مليون إنسان سيفقدون وظائفهم قريباً أمام الروبوتات، فشركة "أمازون" على سبيل المثال، تستخدم 50 ألف روبوت، وهناك روبوتات تعمل في وظائف متعددة ومختلفة مثل قطف الثمار وخدمة العملاء في متاجر السوبر ماركت وغيرها.

وتحدث الروبوت مصطفى الآغا عن الروبوت صوفيا التي تم تقديمها للجمهور في دولة الإمارات قبل ثلاث سنوات في معرض جيتكس من قبل شركة "اتصالات"، مشيراً إلى أن صوفيا شاركت كمتحدثة خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية، وأصبحت أول روبوت في العالم ينال جنسية دولة بعد منحها الجنسية السعودية. وأشار إلى أفكار في الاتحاد الأوروبي بدأت بحث حقوق الروبوتات، ولم يستبعد تأسيس نقابة لهم.

وأوضح أن الشكل الآلي للروبوت خلال الجلسة يأتي بهدف إظهار المكونات والتفاصيل والحركات الآلية لمكوناته، مشيراً إلى سهولة وضع وجه إنساني لأي روبوت ومنحه تعابير بشرية مثل الشعر والأسنان على غرار صوفيا.

وفي ظل شعار منتدى الإعلام العربي "الإعلام والمستقبل"، قال الآغا أن من يعاصر حقب السبعينات والثمانينات يمكنه إدراك التغيرات والتطورات التقنية الهائلة التي شهدتها البشرية بعد ظهور الانترنت والتي أثرت على وسائل الاتصال والتواصل والإعلام.

وأكد الآغا ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية بتحديث أدواتها الإعلامية وعدم الاكتفاء بتطوير المحتوى فقط، بل يجب تحديث طريقة عرض المحتوى على غرار ما يجري في الجلسة، إذ يقدم الآغا محتوى للجمهور من خلال تقنية جديدة وأسلوب عصري من خلال الروبوت.

وخلص الآغا إلى أن الروبوت يخدم البشرية ولن يهددها، فالإنسان هو المبرمج والمتحكم، وقدم الإعلامي الروبوت "مصطفى الأغا" في نهاية الجلسة فقرة طريفة قام خلالها بالرقص على أنغام أغنية تتحدث عن الروبوتات.

واستقطبت الدورة الثامنة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي انطلقت اليوم (الأربعاء) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نحو 3000 من قيادات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية وكبار الكُتَّاب والمفكرين، والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بصناعة الإعلام ضمن التجمع السنوي الأكبر من نوعه في المنطقة العربية.

ومن خلال طرح ومناقشة أهم وأحدث القضايا والتوجهات في عالم الصحافة والإعلام، ومشاركة نخبة من الإعلاميين والمختصين من المنطقة والعالم، يعزز الحدث في عامه الثامن عشر من أهميته كأهم وأبرز محفل إعلامي في العالم العربي.

For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode