مايو 28, 2024
جلسة معايير إعلامية سقطت بالاختبار تؤكد: الإعلام العربي أكثر حياديةً وتمسكاً بالموضوعية في تناول الحرب على غزة
ناقشت جلسة "معايير إعلامية سقطت بالاختبار"، ضمن أعمال أول أيام منتدى الإعلام العربي، حيادية وسائل الإعلام العربية والعالمية في التعاطي مع القضايا السياسية والحروب التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة، آخرها موقف الإعلام الغربي من الحرب على غزة ومدى التزام وسائل الإعلامي بالمعايير الإعلامية والحياد والموضوعية عند تناول قضايا أخرى.
حضر الجلسة التي أقيمت ضمن فعاليات ثاني أيام قمة الإعلام العربي في مركز دبي التجاري العالمي، وتختم فعالياتها غد الخميس، كل من الكاتب اللبناني سمير عطا الله و والكاتب والمفكر وعضو مجلس الشيوخ المصري الدكتور عبدالمنعم سعيد، وأدار الجلسة باسل عبدالكريم.
وفي تدخل حول مسألة حيادية الإعلام الأوروبي من أزمة اللجوء السورية وبعدها الأوكرانية قال الكاتب اللبناني سمير عطا الله إن مسألة اللجوء الكبيرة التي شهدتها الدول الأوروبية أصبحت ذو حجم لا يطاق، والجميع يتحدث عن مسؤولية الدول الأوروبية في هذه المسألة بينما تناسى العالم المسؤول عن السبب هذه الأزمة هل هي أوروبا المستقبِلة، أم الدول التي هجرتهم أو الدول التي جعلت جزء من شعبها يفضل المجاعة والذل والعناء على البقاء فيها.
وأرجع المتحدث حيادية وسائل الإعلام إلى أمور عديدة مثل حياد المؤسسة الإعلامية من عدمها ومدى سقف الحرية بالمؤسسة وغيرها من العوامل المتعارف عليها عالمياً، معتبراً أن الصحفي إذا لم يكن حيادي ولا مستقل لا يمكن أن يستمر في عمله لأن الجماهير ستنبذه أو تتخلى عنه.
وحول تعامل الإعلامين مع القضية الفلسطينية اعتبر سمير عطا الله أن الاعلام العربي أكثر حيادية باعتباره أنه صاحب الحق وأكثر تمسكا بالمعايير المهنية خاصةً وأن إسرائيل تمارس كل أنواع التوحش والظلم ضد الفلسطينيين.
من جهته رأى الدكتور عبدالمنعم سعيد أن الإعلام هو وسيلة للسياسيين مثلها مثل السلاح والدبلوماسية، فالإعلام يُستخدم لأهداف معينة وما يحدث حالياً بين الفلسطينيين وإسرائيل عاشته أوروبا قبل عقود خلال الحربين العالميتين.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب اتخذت الحكومات الغربية موقفاً مؤيداً لإسرائيل عكس الشعوب التي انتفضت ضد الحرب وما زال يتضح في وقفة الشعوب هو قدرتها على الوصول إلى الحقيقة من خلال ما لديها من وسائل متعددة، فضلاً عن الدور الذي لعبته بعض وسائل الإعلام الغربية التي عادت إلى جذور الصراع منذ عام 1948، وهو ما ساهم في زيادة التضامن الشعبي مع غزة.
وأرجع د. عبدالمنعم السعيد، ما يحدث في غزة إلى الانقسام الفلسطيني المغيب في الإعلام العربي، هذا الأخير أمامه دور كبير في التعبئة لصالح القضية، لافتاً إلى أن الحديث عن قيام دولة فلسطينية دون التطرق الإعلامي للانقسام الداخلي لا يخدم القضية.
واعتبر المتحدث أن الإعلام العربي أظهر احترافية وموضوعية في الأحداث الأخيرة، لكن ينبغي القول أن الإعلام لم يُستخدم بالشكل الكافي باعتباره أداة من أدوات تحقيق أهداف السياسة، في الوقت ذاته إعلامنا ما يزال تنقصه المصداقية وهي المطلوبة لإيصال الرسالة وحصد التأييد.