أكتوبر 27, 2020

البرنامج الإعلامي الوطني للشباب يناقش الاتجاهات الجديدة لقطاعي الاذاعة والتلفزيون

ضمن ختام الدورة الثالثة للبرنامج الإعلامي الوطني للشباب الذي نظِّمه كل من نادي دبي للصحافة ومؤسسة وطني الإمارات على مدار ثلاثة أسابيع متصلة، عُقدت سلسلة من الجلسات عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، ناقشت مستقبل قطاع الاذاعة والتلفزيون ومدى تأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة على سرعة نمو القطاعين بالمقارنة مع السرعة الكبيرة التي تنمو بها خدمات الإنترنت وتطورها، كما تناولت الجلسات العديد من المحاور المتعلقة بتطور ومستقبل قطاعين إعلاميين يطمح الشباب إلى العمل ضمن مجالاتهما المتنوعة بهدف زيادة خبرات منتسبي البرنامج وتعزيز فرصهم المهنية من خلال محتوى غني قدمه إعلاميون بارزون وخبراء ينتمون لمؤسسات إعلامية محلية وإقليمية وعالمية.

وبهذه المناسبة قالت ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة: أن مستقبل الاذاعة والتلفزيون أحد أكثر القطاعات الإعلامية تاثيراً ورغبة في العمل من قبل الشباب، بات يشهد الكثير من المتغيرات السريعة خلال السنوات الخمسة الماضية، ونادي دبي للصحافة بدوره يضع كل هذه المتغيرات بين يدي الشباب من خلال البرنامج الإعلامي الوطني للشباب وغيره من البرامج التدريبية الطموحة، حتى يتمكنوا من قراءة الاحتياجات الجديدة لسوق العمل الإعلامي ويصوبوا اختياراتهم نحو تخصصات مستقبلية يتجه نحوها الإعلام العالمي.

واضافت بوحميد، سلسلة الجلسات التفاعلية التي سلطت الضوء على قطاعي التلفزيون والاذاعة بمشاركة نخبة من الإعلاميين البارزين في المنطقة العربية، تأتي في إطار اهتمام النادي المستمر بالمساهمة الإيجابية في تطوير منظومة كادر العمل الإعلامي محلياً وعربياً، سواء من خلال مبادراته النوعية التي كان لها أثرها في تشكيل ملامح مسيرة العمل الإعلامي والصحافي في المنطقة، أو من خلال البرامج التدريبية التي أسست جسراً حيوياً للتواصل بين الشباب من طلبة كليات الإعلام والمواهب الإعلامية والمؤسسات الصحافية العربية، بهدف ترسيخ الدور الإيجابي للإعلام في المنطقة ورفده بالطاقات الشابة المبدعة عبر برامج على درجة عالية من التخصص. موكدة، حرص النادي المستمر على تمكين الشباب وتطوير خبراتهم المهنيّة وصقل مهاراتهم العلمية والعملية، في مختلف مجالات العمل الإعلامي بما في ذلك تزويدهم بالأدوات اللازمة التي تكفل لهم أعلى مستويات التميز ما يؤهلهم ليكونوا من أبرز إعلاميي المستقبل

مستقبل التلفزيون

وناقش مدير عام قنوات "إم بي سي"، علي جابر في جلسة بعنوان " الاتجاهات الجديدة  للإعلام في المنطقة"، الحضور والتأثير المتنامي للمنصات الرقمية التي باتت تفرض نفسها بقوة في المجال الإعلامي، منوهاً بضرورة دراسة شباب الإعلاميين للمتغيرات السريعة التي يشهدها قطاع التلفزيون كوسيلة إعلامية والوقوف على كيفية مواكبتها، كونها تمثل مؤشرات أساسية لمتطلبات سوق العمل والفرص المستقبلية المتاحة في أحد أهم القطاعات الإعلامية.

واستعرض جابر خلال الجلسة، الشكل الجديد للتلفزيون الذي يرى أنه سيقتصر على البرامج الترفيهية وبرامج المواهب نظراً لقربها من الاجواء العائلية، وفيما يخص قطاع الدراما، فقد دفع جابر بهجرة متابعيه إلى المنصات الرقمية مثل "شاهد" ونتفلكس" وغيرها من المنصات التي أصبحت تستحوذ على حصص مشاهدة كبيرة في المنطقة العربية، لا سيما بين الشباب الذي يفضل التحرر من "قيود الزمان والمكان" في كل ما يتابعه.

البرامج التلفزيونية

وفي جلسة عُقدت بعنوان "مسار جديد في الإعلام"، قدّم الإعلامي نديم قطيش من واقع تجربته الشخصية مفهوماً جديداً لإعداد البرامج التلفزيونية وصناعة المحتوى برؤية إبداعية في قالب عصري يواكب المتغيرات على الساحة الإعلامية، ويعزز الحضور الإعلامي أمام المشاهدين. كما ناقش قطيش تطور البرامج التلفزيونية منذ بداياتها وصولاً إلى الشكل الذي أصبحت عليه اليوم، لا سيما "البرامج الساخرة" التي تحولت في العالم العربي إلى فضاء جديد لمناقشة قضايا الرأي العام بشكل مختلف، في فترة يشهد فيها العالم الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتضمنت الجلسة تدريباً عملياً حول مهارات الإعداد والتقديم، بدءاً من كيفية طرح أسئلة تواكب ما يتطلع إليه الجمهور المستهدف من خلال دراسة اهتماماته، مروراً بمدة البرنامج، وطبيعة المحتوى، وكاريزما مُقدِّم البرنامج، وانتهاءً بتقديم نصائح للشباب الإعلاميين حول كيفية تعزيز حضورهم الإعلامي ضمن مشهد عالمي سريع التغير.

الحوار الإعلامي خبرياً

وفي جلسة "الحضور الإعلامي في الوسائط المرئية والتفاعلية"، تحدث الكاتب والمحلّل السياسي عبدالله جنيد، عن مهارات "التفكير النقدي" اللازمة للشباب في المستقبل، وأهم أدوات تطوير القدرات الإعلامية ولغة الخطابة، كما ناقش خلال الجلسة أساسيات الإقناع والتأثير، وقدَّم عرضاً تفاعلياً حول مفهوم الاحتواء الإعلامي وصقل مهارات الحوار البنّاء، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التحليل السياسي.

كيف تصبح إعلامياً

ومن بين الجلسات التي تضمّنها البرنامج الإعلامي الوطني للشباب لتسليط الضوء على بعض التجارب الإعلامية الملهمة، قدّم الإعلامي معتز الدمرداش حكايته مع الإعلام، والخطوط العريضة التي انطلق منها في بداية مسيرته وصولاً إلى نجومية الشاشة العربية، حيث شارك مع منتسبي البرنامج كيفية صناعة الشغف والتأثير في من يشاهد أو يقرأ أو يتابع، ومن بين جملة النصائح التي قدمها للشباب خلال الجلسة، أشار الدمرداش إلى أن الخبرة تعتبر شرطاً للحصول على وظيفة في قطاع الإعلام، بينما لا تعتبر الوظيفة شرطاً للحصول على خبرة.

الهوية الصوتية

وسلّط وائل حبال، مهندس الصوت ومدرب التعليق الصوتي في مجموعة "إم بي سي"، الضوء على أساسيات التركيز والتعليق الصوتي والفرق بينهما، والاستخدام المناسب لخامة الصوت، ومهارات قراءة النصوص وطريقة التعامل معه، إلى جانب الخطوات الأساسية لتحليل أي نص، وكيفية إيصال الرسالة عن طريق نبرة الصوت. كما تضمنت الجلسة جانباً عملياً زوّد الشباب المشاركين في البرنامج بأهم تمارين التنفّس، ومعالجة التوتر، إلى جانب تمارين الصمت والوقفات خلال قراءة النصوص أو التعليق الصوتي، والفرق بين القراءة والتعبير.

يُذكر أن البرنامج الإعلامي الوطني للشباب يُعدُّ أول منصة متخصصة تهدف إلى اكتشاف أكبر عدد ممكن من المواهب الإعلامية المحلية وصقلها، وإعداد جيل قيادي من الإعلاميين القادرين على تطوير المشهد الإعلامي الإماراتي ووضع تصورات مستقبلية لهذا القطاع الحيوي، علاوة على المساهمة في توطين المهن الإعلامية في الدولة، وتوفير تدريب عملي وأكاديمي لطلبة الإعلام على مختلف تخصصاتهم، وإيجاد آلية دائمة لإعداد الكوادر الإعلامية المحلية، من خلال إلحاق المشاركين ضمن دورات مكثفة في مؤسسات إعلامية رائدة في الدولة. ويتيح البرنامج كذلك للمشاركين الحصول على عضوية نادي دبي للصحافة ما يفتح أمامهم المجال رحباً للتطور من خلال فرص التواصل مع أعضاء الشبكة الإعلامية الضخمة التي كوّنها النادي من خلال علاقاته المتنامية مع المجتمع الإعلامي العربي والعالمي على مدار نحو 20 عاماً.

For an optimal experience please
rotate your device to portrait mode